جدل واسع دار مؤخراً حول تاريخ دخول أول سيارة إلى مدينة الرياض، بعدما طرح المستشار والباحث في التاريخ والتراث منصور الشويعر مسألتين مختلفتين استند فيهما إلى وقائع موثقة من مراجع متنوعة. وقد سلط الضوء على الاختلاف في تحديد العام الذي ظهر فيه أول ظهور للسيارات بالعاصمة السعودية وعمن كانت مخصصة.
واستعرض الشويعر رواية أوردها المؤرخ الشيخ سعد بن رويشد في صحيفة الرياض في عام 1419 هجرياً، والتي تفيد بأن أول سيارة وصلت إلى مدينة الرياض كانت في عام 1342 هجرياً، حيث قام آل القصيبي بشراء سيارة صغيرة تتسع لخمسة ركاب من البحرين، ثم جرى إرسالها إلى الملك عبدالعزيز عبر الأمير عبدالله بن جلوي في الأحساء. وقاد السيارة سائق هندي يُدعى صديق، بينما رافقهم خدم ابن جلوي على ظهور الإبل من أجل مساعدة السيارة في اجتياز المناطق الرملية حتى وصولها إلى الرياض. وأوضح بن رويشد أن تلك السيارة أُهديت لاحقاً من الملك عبدالعزيز إلى والده الإمام عبدالرحمن الفيصل، الذي استخدمها في رحلة الحج إلى مكة المكرمة بالعام 1344 هجرياً، بينما ظل الخدم والمرافقون يسيرون إلى جانبهم على الجمال.
وفي المقابل ذكرت رواية أخرى أشار إليها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في مجلة الدارة عام 1425 هجرياً، نقلاً عن محمد بن سعد بن جبر، أن أول السيارات دخلت الرياض عام 1336 هجرياً الموافق 1917 ميلادياً، حيث حضرت سيارة خضراء من نوع فيات جرى استيرادها عبر البحرين لاستخدام الإمام عبدالرحمن الفيصل.
وذكر بن رويشد أنه كان شاهداً بنفسه على مشهد خروج السيارة من الحلة متجهة نحو شارع الثميري، مؤكداً أن الأهالي وقتها أبدوا اندهاشهم من الحدث النادر، كما أشار إلى أن الصور التاريخية المتداولة توثق سيارة فيات موديل 1917 التي كانت جزءًا من ذلك المشهد.
