
تشهد شهية الإنسان تغيرات ملحوظة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، حيث يصبح الإقبال على الطعام أقل وتظهر اضطرابات هضمية مثل انخفاض الرغبة في تناول الطعام والشعور بالخمول والغثيان، ويُفضل الكثيرون المأكولات الخفيفة والباردة مقارنة بالأطعمة الثقيلة أو الساخنة المعتادة في أيام الطقس المعتدل.
أوضحت أخصائية التغذية ولاء أبو عيسى أن ارتفاع الحرارة يفرض على الجسم تركيز أغلب طاقته لتنظيم الحرارة الداخلية، مما يؤدي إلى تقليص الاهتمام بعملية الهضم والشهية للطعام، ويترافق ذلك أحياناً مع انخفاض النشاط البدني نتيجة الخمول أو الإرهاق. وبيّنت كذلك أن بذل المجهود البدني خلال الصيف يسهم في فقدان الرغبة بتناول الطعام، كما أنه يسبب التعرق المفرط وخسارة السوائل والأملاح، الأمر الذي يحدث خللاً في توازن الجسم ويعزز الشعور بالإرهاق.
ذكرت أبو عيسى أن الأطعمة الغنية بالبروتينات تزيد الإحساس بالحرارة، ولذا يميل الأفراد إلى استهلاك وجبات باردة وصحية كالخضراوات والفواكه الطازجة والعصائر الطبيعية التي لها تأثير حراري أقل على الجسم. وأضافت أن الاختيار الأمثل يكون عبر تناول وجبات صغيرة الحجم ومحسوبة بالسعرات الحرارية لتفادي مشاكل الهضم والتخمة خلال الأيام الحارة، مع التركيز على شرب المياه بكميات كافية لتنظيم حرارة الجسم وضمان ترطيبه.
وأشارت أخصائية التغذية إلى ضرورة الإكثار من تناول أطعمة تحتوي على كميات عالية من السوائل مثل الخيار، الخس، الفلفل الحلو، البندورة، البطيخ، العنب والمشمش، حيث تساهم جميعها في تزويد الجسم بالترطيب اللازم خلال فترات الحر. كما شددت على تجنب الوجبات الجاهزة والأطعمة الغنية بالدهون المهدرجة والتوابل الحارة، لأنها تزيد من إرهاق الجهاز الهضمي وتُفاقم مشكلات الحرارة.
لفتت أبو عيسى كذلك إلى أن العوامل النفسية مثل التوتر والانزعاج الناتج عن الطقس المرتفع تؤثر بشكل سلبي على الشهية. وتنصح بمتابعة علامات فقدان الشهية المزمن خاصة لدى الأطفال وكبار السن، والحرص على تناول كميات قليلة ومنتظمة من الطعام، والإكثار من السوائل والمأكولات المرطبة للحفاظ على صحة الجسم وتوازنه خلال فصل الصيف.