يعد تحضير الزبيب في المنزل فرصة مثالية للاستفادة من موسم العنب المتوفر حاليا بالأسواق بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة مما يتيح الحصول على منتج صحي واقتصادي وخال من المواد الحافظة. وتعتبر هذه الفاكهة المجففة ذات قيمة غذائية عالية ومفضلة لدى الكبار والصغار كما أنها مكون أساسي في العديد من وصفات الحلويات.
لضمان نجاح عملية تحضير الزبيب المنزلي تبدأ الخطوة الأولى باختيار نوع العنب المناسب حيث يفضل استخدام العنب الناضج الطازج ذي المذاق الحلو. وتعتبر الأصناف صغيرة الحجم والخالية من البذور وذات القشرة السميكة هي الخيار الأمثل سواء كان العنب أخضر اللون أو أحمر. وبعد اختيار العنب تأتي مرحلة التنظيف والتعقيم عن طريق وضع حبات العنب في وعاء يحتوي على ماء مضاف إليه القليل من الخل الأبيض أو عصير الليمون وتركه لمدة عشر دقائق ثم شطفه بالماء النقي جيدا.
توجد طريقتان رئيسيتان لتجفيف العنب وتحويله إلى زبيب إحداهما تقليدية تعتمد على حرارة الشمس والأخرى سريعة باستخدام الفرن. بالنسبة لطريقة التجفيف تحت الشمس يتم نزع حبات العنب من عناقيدها وتوزيعها في طبقة واحدة على صينية مغطاة بقطعة قماش نظيفة أو شبكة تسمح بمرور الهواء. بعد ذلك تغطى الصينية بقطعة من الشاش الخفيف لحماية العنب من الحشرات والأتربة وتترك تحت أشعة الشمس المباشرة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام مع الحرص على تقليب الحبات يوميا لضمان جفافها بشكل متساو وإدخالها إلى المنزل ليلا لمنع تعرضها للرطوبة.
أما الطريقة الثانية وهي التجفيف باستخدام الفرن فتعتبر حلا أسرع. ولتطبيقها يسخن الفرن على أقل درجة حرارة ممكنة والتي تكون عادة بين 60 و 70 درجة مئوية. توضع حبات العنب في صينية مبطنة بورق الزبدة وتدخل إلى الفرن مع ترك الباب مفتوحا بشكل جزئي للسماح بخروج البخار والرطوبة. تستغرق هذه العملية مدة تتراوح بين 12 و 24 ساعة حسب حجم الحبات ويجب تقليبها كل فترة حتى تجف وتصل إلى القوام المطلوب حيث تكون جافة ولكنها لا تزال تحتفظ ببعض الليونة.
هناك خطوة اختيارية يمكن القيام بها قبل التجفيف لتسريع العملية وهي نقع حبات العنب بعد غسلها في ماء دافئ مضاف إليه ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم لكل لتر ماء لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق. تساعد هذه الخطوة على تليين قشرة العنب مما يسهل خروج الرطوبة منها وبعدها يجب غسل العنب مرة أخرى قبل البدء في تجفيفه.
للحصول على أفضل النتائج يجب تجنب استخدام العنب غير الناضج أو الذي تظهر عليه علامات التلف. ومن المهم أيضا عدم محاولة تسريع عملية التجفيف باستخدام حرارة عالية لأن ذلك قد يؤدي إلى احتراق الزبيب أو جعله قاسيا وجافا بشكل مفرط. ولإضافة لمسة إبداعية يمكن نقع العنب قبل تجفيفه في قليل من ماء الورد أو عصير فواكه خفيف لإكسابه نكهة مميزة.
بعد الانتهاء من عملية التجفيف يترك الزبيب ليبرد تماما في درجة حرارة الغرفة. وتعد هذه الخطوة ضرورية قبل التخزين لمنع تكون العفن. بعد أن يبرد يحفظ الزبيب في برطمان زجاجي نظيف وجاف ومحكم الإغلاق ويوضع في مكان بارد وجاف. يمكن أيضا حفظه في الثلاجة أو حتى تجميده في الفريزر لإطالة مدة صلاحيته لأطول فترة ممكنة.
