يمثل وجع الأسنان الشديد الذي يستمر لأكثر من يوم أو يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة وتورم بالوجه أو صعوبة في فتح الفم علامة تحذيرية تستدعي استشارة طبية عاجلة. فهذه الأعراض مجتمعة غالباً ما تشير إلى وجود عدوى متقدمة أو مشكلة صحية خطيرة قد تتفاقم وتؤدي إلى مضاعفات أكبر إذا لم يتم علاجها.
لا تقتصر مشاكل الأسنان على الألم وحده بل قد تظهر أعراض مرافقة مثل احمرار اللثة أو انتفاخها والنزيف وظهور القيح وصعوبة في تحريك الفك أثناء المضغ. وقد يشعر المريض أيضاً بضغط أو ألم يمتد إلى الوجه والجيوب الأنفية أو الأذن مما يدل على أن المشكلة قد تكون أكثر تعقيداً.
يمكن لنوع الألم أن يكشف الكثير عن السبب الكامن وراءه فالألم الحاد والمفاجئ الذي يظهر عند العض قد يشير إلى تسوس عميق أو وجود تشقق في السن. أما الألم الخفيف والمستمر فهو غالباً ما يرتبط بأمراض اللثة أو التهابات بسيطة أو اضطرابات في مفصل الفك.
هناك أنواع أخرى من الألم لها دلالاتها الخاصة فالألم النابض يرتبط عادة بالتهاب لب السن أو تكون خراج ويزداد سوءاً عند الضغط عليه. وإذا كان الألم يشتد عند الاستلقاء وتغيير وضعية الرأس فقد يكون السبب هو ضغط الجيوب الأنفية على جذور الأسنان.
تعتبر حساسية الأسنان من الشكاوى الشائعة وتتمثل في شعور حاد وقصير عند تناول أطعمة أو مشروبات ساخنة أو باردة أو سكرية. وتحدث هذه الحساسية نتيجة تآكل طبقة المينا الواقية أو وجود تسوس أو تلف في الحشوات القديمة.
إن اللجوء إلى مسكنات الألم والحلول المنزلية قد يوفر راحة مؤقتة لكنه لا يعالج جذور المشكلة. ويستطيع طبيب الأسنان وحده تحديد مصدر الألم بدقة ووضع خطة علاجية مناسبة قد تشمل عمل حشوات أو علاج قنوات الجذر أو إجراءات وقائية أخرى لمنع تكرار المشكلة.
قد يؤدي التأخر في الحصول على العلاج المناسب إلى عواقب وخيمة لا تقتصر على فقدان السن أو تلف العظام المحيطة به. فالعدوى قد تنتشر من الفم إلى أجزاء أخرى حيوية من الجسم مثل القلب أو الدماغ أو الرئتين مما يشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة.
