
تحولت المشروبات الغازية من مجرد خيار للانتعاش إلى جزء أساسي في النظام الغذائي اليومي لشريحة واسعة من المجتمع وخاصة بين فئات الشباب والمراهقين. ورغم جاذبيتها ومذاقها المنعش تخفي هذه المشروبات خلف فقاعاتها مجموعة من المخاطر الصحية الجسيمة التي حذر منها متخصصون في مجال الصحة العامة وأصبحت عادة غذائية يومية للكبار والصغار على حد سواء.
أكد استشاري في أمراض الكلى أن التأثير الضار لهذه المشروبات يمتد ليطال بنية الجسم الأساسية حيث تحتوي المشروبات الغازية خاصة الداكنة منها على حمض الفوسفوريك الذي يعرقل قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم. ويؤدي هذا النقص في الكالسيوم مع مرور الوقت إلى إضعاف العظام بشكل ملحوظ مما يرفع خطر الإصابة بهشاشة العظام في مراحل لاحقة من العمر كما قد يؤثر سلبا على نمو الأطفال والمراهقين.
لا يقتصر الضرر على العظام فقط فالأسنان تتعرض لهجوم مباشر من الأحماض والسكريات الموجودة بوفرة في هذه المشروبات. يعمل هذا المزيج على تآكل طبقة المينا الواقية للأسنان مما يجعلها أكثر حساسية وعرضة للتسوس بشكل سريع ومتكرر. كما أن الاستهلاك المستمر يساهم في ظهور رائحة فم كريهة يصعب التخلص منها.
تمثل الكميات الهائلة من السكر الموجودة في عبوة واحدة من المشروبات الغازية عبئا ثقيلا على أجهزة الجسم. هذا المحتوى السكري المفرط الذي يتجاوز الاحتياج اليومي للفرد يعتبر سببا رئيسيا لزيادة الوزن والسمنة خاصة عند اقترانه بقلة النشاط البدني. ويترتب على ذلك ارتفاع كبير في احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني فضلا عن تراكم الدهون الخطيرة حول منطقة البطن والكبد.
تمتد الآثار السلبية لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية والكلى. فالاستهلاك المرتفع للمشروبات الغازية يرتبط بشكل مباشر بارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم. كما أن محتواها من الكافيين والصوديوم يضع ضغطا إضافيا على الكلى ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل.
على الرغم من أن الكثيرين يتناولون المشروبات الغازية للحصول على دفعة مؤقتة من الطاقة والنشاط بسبب مادة الكافيين إلا أن هذا التأثير قصير الأمد ويتبعه عواقب سلبية. فالاعتياد عليها قد يؤدي إلى الشعور بالقلق المستمر والمعاناة من اضطرابات في النوم كما يسبب تقلبات مزاجية حادة ويؤثر على القدرة على التركيز والانتباه بشكل فعال.