
كشفت دراسة أمريكية موسعة عن نتائج مقلقة قد تغير نظرة الكثيرين لنظام الصيام المتقطع الذي اكتسب شعبية واسعة كوسيلة فعالة لفقدان الوزن وتحسين الصحة الأيضية. البحث الذي استمر لسنوات طويلة يربط بين جداول الأكل الصارمة التي تقتصر على فترة قصيرة وزيادة كبيرة في خطر الوفاة بالأمراض القلبية.
وفقا للبيانات المستخلصة من متابعة حوالي عشرين ألف شخص على مدار ثماني سنوات وجد الباحثون أن تقييد استهلاك الوجبات اليومية في نافذة زمنية تقل عن ثماني ساعات يرتبط بتضاعف خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية عند مقارنتهم بالأشخاص الذين يوزعون وجباتهم على فترة أطول تتراوح بين اثنتي عشرة وأربع عشرة ساعة.
ويحذر الأطباء من أن الصيام المتقطع بأنواعه الصارمة لا يناسب جميع الأفراد فهناك فئات معينة يجب عليها تجنبه تماما وعلى رأسهم مرضى القلب والسكري ومن يعانون من مشاكل في الكلى بالإضافة إلى كبار السن والأشخاص الذين يتناولون أدوية تتطلب الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.
يشير خبراء في طب الأعصاب إلى أن الصيام الشديد قد يشكل ضغطا إضافيا على القلب نتيجة للتقلبات الحادة في مستويات سكر الدم أو التغيرات في ضغط الدم. ورغم التأكيد على أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة وتكشف عن ارتباط ولا تثبت سببا مباشرا إلا أن النتائج تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى الحذر.
يُنصح باعتماد الاعتدال كقاعدة أساسية حيث يعد الالتزام بفترة صيام تتراوح بين عشر واثنتي عشرة ساعة خيارا أكثر أمانا وفعالية. فهذا النهج المعتدل يتيح تحقيق فوائد صحية ملموسة مثل تحسين عمليات التمثيل الغذائي والمساعدة في التحكم بالوزن دون تعريض الجسم للأعراض الجانبية المقلقة مثل الدوار أو اضطراب ضربات القلب.
يشدد الخبراء على ضرورة مراقبة استجابة الجسم لأي نظام غذائي جديد وعدم تجاهل العلامات التحذيرية التي قد تظهر. ومن بين هذه الأعراض الشعور بالدوخة المستمرة أو الإرهاق الشديد أو ملاحظة عدم انتظام في ضربات القلب أو الإحساس بالضعف العام. كما يوصى بالحرص على تناول نظام غذائي متوازن يشتمل على البروتينات والخضروات والحبوب الكاملة خلال فترة الأكل واستشارة الطبيب المختص قبل تطبيق أي نظام صيام مقيد خاصة لمن لديهم حالات صحية مزمنة.