كشفت مراجعة بحثية واسعة شملت سبع عشرة دراسة ونحو واحد وستين ألف شخص عن وجود ارتباط وثيق بين الاستهلاك المفرط للمشروبات المحلاة بالسكر وزيادة احتمالية تساقط الشعر خصوصا لدى الرجال ما يفتح الباب أمام فهم جديد للعوامل الغذائية المؤثرة في هذه المشكلة.
ويعد تساقط الشعر ظاهرة شائعة تؤثر على نسبة كبيرة من الشباب إذ تشير الإحصاءات إلى أن حوالي ثلثي الرجال يواجهون درجات متفاوتة من هذه المشكلة بحلول منتصف الثلاثينات من عمرهم وهو ما يترتب عليه آثار نفسية واجتماعية سلبية قد تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتفاعلاتهم اليومية.
وأظهرت الدراسة أن تناول كميات تتجاوز 3500 مليلتر أسبوعيا من المشروبات السكرية وهو ما يعادل تقريبا إحدى عشرة عبوة من المشروبات الغازية يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر تساقط الشعر ويفسر الباحثون هذه العلاقة بأن السكريات العالية تحفز فروة الرأس على إفراز كميات زائدة من مادة الزهم الدهنية وهذا بدوره يهيئ بيئة مناسبة لنمو الميكروبات وظهور الالتهابات التي تضعف بصيلات الشعر وتسرع من تساقطه.
وفي المقابل يبرز دور النظام الغذائي الصحي كعامل مهم في مواجهة هذه المشكلة فقد تبين أن عناصر غذائية محددة يمكن أن تساهم في الحفاظ على صحة الشعر وتقليل فقدانه إذ يلعب البروتين دورا حيويا في الحفاظ على قوة بصيلات الشعر ومنع ترققها مما يجعل التغذية السليمة ركيزة أساسية للوقاية.
كما وجد البحث أن الحصول على كميات كافية من الحديد يعزز نمو الشعر بينما تساعد مكملات فيتامين د على الحد من معدل التساقط وأظهرت الدراسة أيضا أن دمج الخضراوات الصليبية مثل البروكلي والملفوف في النظام الغذائي يحسن من كثافة الشعر في حين يساهم استهلاك الشاي الأخضر وفول الصويا في تقليل وتيرة فقدان الشعر.
وأكد الخبراء أن التغذية السليمة تلعب دورا حاسما في صحة الشعر وأن تقليل استهلاك المشروبات الغازية والمحلاة قد يكون خطوة مفيدة في هذا السياق لكنهم شددوا في الوقت نفسه على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد هذه النتائج بشكل قاطع وفهم الآليات الكامنة وراءها بصورة أعمق.
