يفرض فصل الصيف بتحدياته المناخية من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة والتعرق ضغوطا كبيرة على البشرة مما يجعلها أكثر عرضة لمشاكل متعددة. من أبرز هذه المشكلات الجفاف وزيادة الإفرازات الدهنية وظهور الحبوب المزعجة بالإضافة إلى الاسمرار والتصبغات الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الضارة.
تشير خبيرة العناية بالجسم والبشرة سامنثا جريج إلى أن حماية البشرة خلال أشهر الصيف تتجاوز مجرد استخدام واقي الشمس بل هي نظام متكامل للعناية. وتوضح أن الحفاظ على نضارة البشرة وإشراقها يتطلب التزاما بروتين منهجي يبدأ من الصباح ويستمر حتى المساء باستخدام منتجات طبيعية ومناسبة تضمن حمايتها وتغذيتها في مواجهة الظروف الصيفية القاسية.
يبدأ الروتين الصباحي بخطوة أساسية وهي تنظيف الوجه بلطف باستخدام غسول يتناسب مع طبيعة البشرة. بالنسبة لأصحاب البشرة الدهنية يوصى باختيار منظف ذي قوام رغوي يحتوي على حمض الساليسيليك للتحكم في الإفرازات الدهنية وتطهير المسام بعمق. أما البشرة الجافة أو الحساسة فيلائمها الغسول الكريمي الذي يخلو من الكبريتات لتفادي جفافها وتهيجها. وكبديل طبيعي يمكن الاعتماد على ماء الورد أو خليط من العسل مع بضع قطرات ليمون لتنظيف لطيف.
تأتي بعد ذلك خطوة استخدام التونر الخفيف الذي يعمل على استعادة توازن درجة حموضة الجلد وإغلاق المسام. يعتبر ماء الورد المبرد أو الشاي الأخضر بعد غليه وتبريده خيارات طبيعية ممتازة بفضل خصائصهما المضادة للأكسدة. وعلى عكس الاعتقاد الشائع بأن الترطيب ليس ضروريا صيفا فإنه يحافظ على مرونة البشرة ويمنعها من إنتاج دهون إضافية. تحتاج البشرة الدهنية إلى جل مرطب خفيف غني بالألوفيرا أو حمض الهيالورونيك بينما تستفيد البشرة الجافة من كريم غني بفيتامين E أو زبدة الشيا.
تعد حماية البشرة من أشعة الشمس الخطوة الأهم على الإطلاق صباحا فالأشعة فوق البنفسجية هي المسبب الرئيسي للتجاعيد المبكرة والبقع الداكنة. يجب اختيار واق شمسي بمعامل حماية لا يقل عن 30 ويعاد تطبيقه كل ساعتين عند التعرض المباشر للشمس. ولا تكتمل العناية الصباحية دون الاهتمام بمنطقة العينين والشفاه باستخدام كريم مخصص لتقليل الانتفاخات ومرطب شفاه مزود بحماية من الشمس. ويمكن تعزيز الانتعاش خلال اليوم برذاذ يحتوي على الخيار أو الألوفيرا.
في المساء تبدأ البشرة عملية تجديد خلاياها لذا فإن العناية الليلية لا تقل أهمية عن الصباحية. تبدأ هذه العناية بإزالة المكياج والشوائب التي تراكمت طوال اليوم باستخدام مزيل مناسب كزيت جوز الهند أو ماء ميسيلار. ويتبع ذلك التنظيف مرة أخرى بالغسول لضمان إزالة كل البقايا ومنع انسداد المسام. ثم يستخدم تونر مهدئ مثل ماء البابونج لتهدئة الجلد من تأثيرات الحرارة.
بعد ذلك يأتي وقت معالجة المشكلات الخاصة بالبشرة عبر استخدام السيرومات المركزة. يمكن استخدام سيروم النياسيناميد للبشرة المعرضة للحبوب أو فيتامين C لمحاربة التصبغات وتوحيد لون البشرة أو الريتينول لتحفيز تجديد الخلايا ومكافحة علامات التعب. يتطلب الروتين الليلي ترطيبا عميقا باستخدام كريم أقوى من كريم النهار لتغذية البشرة أثناء النوم. كما ينصح بتطبيق أقنعة طبيعية مرة أو مرتين أسبوعيا مثل قناع الخيار والزبادي للترطيب أو قناع الطمي لتنقية المسام.
هناك نصائح عامة إضافية لتعزيز صحة البشرة صيفا تشمل شرب كميات وافرة من الماء تتراوح بين لترين وثلاثة لترات يوميا لترطيب الجسم من الداخل. ومن المهم أيضا تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالفواكه والخضروات الورقية وارتداء قبعة ونظارات شمسية لتوفير حماية إضافية للوجه والعينين. ويعد الحصول على قسط كاف من النوم ضروريا لأنه الوقت الذي تجدد فيه البشرة خلاياها وتصلح نفسها.
