دمشق-سانا

تروي الفنانة التشكيلية الدكتورة كندة معروف قصصاً وحالات إنسانية من وحي ما مر به الشعب السوري خلال الحرب وما بعدها من خلال معرضها الفردي بعنوان “وجوه بلا ملامح” في صالة جوليا أرت.

المعرض الذي يأتي ضمن فعاليات احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة يتضمن 20 لوحة بمقاسات مختلفة جسدت فيها الفنانة البورتريه بأسلوب تعبيري وبتقنية الزيتي والاكريليك على قماش.

وعن المعرض قالت الفنانة كندة في تصريح لمراسل سانا.. أعبر في لوحاتي عما في داخلي وعن مجتمعي، فالفنان ابن بيئته والظروف التي يعيش فيها وهذا المعرض هو تعبير عما علق في ذاكرتي وما شاهدته في وجوه الناس ما بعد الحرب التي شنت على بلدنا، فكانت الوجوه حائرة ومتعبة ومتصدعة أحياناً ولكنها محكومة بالأمل بالوقت ذاته.

وأوضحت أنها اختارت الأسلوب التعبيري لكونه يسبر أغوار الإنسان ويعكسها إلى الخارج، مبينة أن الوجوه تعطي أصدق حالة تعبيرية عن الإنسان وما يعيشه.

وتقدم كندة في لوحاتها قصصاً وحالات إنسانية متعددة يجمعها نتيجة ما خلفته الحرب على الإنسان السوري وما عاناه منها وما زال يعاني من آثارها وأبرزها الحزن الذي يتفاوت من شخص لآخر بحسب حجم المعاناة على حد تعبيرها.

ولفتت كندة إلى أنه رغم كل التصدع الذي يبدو على الوجوه في لوحاتها والظلام إلا أن هناك دائماً فسحة ضوء تعبّر عن الأمل بالحياة وعن الجمال الذي يتمتع به بلدنا سورية وهذا ما عبّرت عنها بالألوان المشرقة والمتعددة في أعمالها.

ويأتي هذا المعرض كنتيجة عمل الفنانة المستمر في الفن، فهي لم تنقطع عن الرسم وراكمت خبراتها ومشاهداتها من الحياة لتعكسها في أعمالها بطريقة صادقة، فهي ترسم الوجوه بلا ملامح لأن الحالة الشعورية والإنسانية هي الأهم عندها فربما نشاهد ذات الشخص يعيش حالات متعددة في لوحاتها.

وقالت كندة.. اخترت عنوان “وجوه بلا ملامح” لأني لا أرسم ملامح شخص ما بل أقدم حالات إنسانية عامة، فجميع الناس فقدت ملامحها أو أصبحت غير قادرة على إظهار ملامحها بعد الحرب وهي في حيرة من أمرها، مبينة أنها ترسم وجوهاً لحالات تعرفها أحياناً وأخرى تراها في وجوه الناس في الشارع فتعكس ما وصلها منها في لوحاتها.

 محمد سمير طحان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen